الأربعاء، 6 يناير 2010

طالب يروج المخدرات بشنطة المدرسة

قصة من الواقع الكويتي ،،، كان الحلم الكبير الذي يلح دائماً وبإصرار على طالب الصف الرابع الثانوي الذي لم يتجاوز من العمر 17 عاماً يتمثل في امتلاك سيارة رياضة عالية الثمن يستطيع ن يتفاخر ويتباهى بها وسط زملائه بالمدرسة، وفي مواجهة عدم قدرة أسرته علي تحقيق ما يحلم به، فقد اتجه إلى طريق الدمار... طريق المخدرات تعاطياً وترويجاً لكي يتمكن من تحقيق الحلم الكبير في شراء السيارة الرياضية الفخمةوتبدأ المأساة بوصول معلومات لضابط المباحث بمحافظة العاصمة تفيد بقيام أحد التلاميذ بحيازة وترويج المخدرات بين تلاميذ المدرسة، وتم تكليف أفراده بمراقبة منزل هذا التلميذ، ومتابعة تحركاته، ورصد حركة الأشخاص الذين يدخلون ويخرجون من هذا المنزل الذي يقع في أحد ضواحي مدينة الكويت، وجاءت نتيجة المراقبة والرصد أنه لا يوجد سوى شاب لا يتعدى السابعة عشر من العمر يدخل ويخرج من منزله ومعه أشياء غريبة ممسكاً بها، وظل أفراد المباحث يراقبون المنزل قرابة الأسبوعين حتى يأكدوا من صحة مراقبتهم، وعندما تأكدوا تماماً من صحة المراقبة، ثم استئذان النيابة العامة بتفتيش المنزل الذي يعيش فيه هذا الشاب، وفي الموعد المحدد هرع خمسة من أفراد المباحث داخل منزل المتهم، وطوقه الأفراد الآخرين من رجال المباحث من الخلف ودخل ضابط المباحث للمنزل، فوجد والدة المتهم، وبعض أخوته الصغار وسألهم أين أخوكم.... هنا ذهب إلى أخوته ينادونه من حجرته وسمع ضابط المباحث أخوته يقولون له: فيه رجل غريب لا نعرفه يريدك، وجاء شاب لم يتجاوز عمره 17 عاماً وعلامات الربكة، والخوف على وجهه، وسأل الشاب الضابط ما الأمر؟ ومن أنت؟ فقال له ضابط المباحث: قبل أن تسألني أنا!! أرفع ذراعك الأيمن ثم بعدها أخبرك من أنا؟ ورفع الشاب ذراعه الأيمن فرأى ضابط الباحث علامات وآثار حقن الهيروين على ذراع الشاب، وهنا سأل ضابط المباحث الشاب: هل تأكدت الآن من أنا؟ هنا أخذ المتهم يصرخ ويتوسل لضابط المباحث ألا يخبر والدته وأخوته بهذا الموضوع فأنا ضحية وبرئ، وهنا أخر الضابط أفراده من المباحث بتفتيش غرفة المتهم فوجدوا في دولاب غرفته لفافات من مخدر الهيروين، وميزان صغير، وملعقة، بالإضافة إلي لفافات أخرى من مادة الحشيش، وسأل ضابط المباحث المتهم عن الكيفية التي وصلت بها هذه المواد المخدرة، وقال المتهم إنني أقوم بترويج هذه ا لمواد المخدرة لحساب أحد الأشخاص مقابل فائدة مادية، بالإضافة إلى جرعة مجانية من المخدرات، وسأله ضابط المباحث عن وظيفته وعن الزبائن الذين يروج لهم المخدرات، فأجاب المتهم بأنه طالب بالصف الرابع الثانوي، ويقوم بترويج هذه المخدرات على زملائه بالمدرسة، وبعض الأفراد الذين لا يعرفهم. واعترف الشاب المتهم بأنه لم يكن يعرف خطورة ما يعمله، وعاقبة هذه الأمور، وكان همه الوحيد الحصول على المال لشراء سيارة رياضة لكي يتباهى ويفتخر بامتلاكها بين زملائه بالمدرسة، وطلب منه ضابط المباحث أن يدله على منزل المتهم الثاني الذي يروج له المخدرات، ولكنه صمم على أنه لا يعرفه، ولكنه يعرف رقم تليفونه، وتم الاتفاق على الاتصال بالمتهم الثاني تليفونياً، وأن يحدد له موعداً لاستلام البضاعة عند مواقف إحدى الجمعيات التعاونية بالمنطقة، وفور وصوله لإعطاء الشاب المتهم البضاعة انقض عليه رجال المباحث ووضعوا في يديه السلسلة، وأركبوه هو والشاب المتهم في سيارة المباحث، وواجهت النيابة العامة تاجر المخدرات والشاب المتهم، واعترف المتهم الثاني تاجر المخدرات بجميع ما جاء بأقوال المتهم الأول، وأنه فعلاً استخدم الشاب كوسيلة لترويج المخدرات، حيث أن معظم تجار المخدرات يستخدمون الشباب في ترويج المخدرات لأنهم ليسوا عرضة للشبهات بعكس الكبار، وأنه اتفق مع الشاب على ترويج المخدرات مقابل أجر مادي، بالإضافة إلى جرعة من مخدر الهيروين. ولقد أسندت النيابة العامة إلى المتهم الأول تهمتين هما حيازة وإحراز مواد مخدرة: هيروين وحشيش بقصد الاتجار والتعاطي في غير الأحوال المصرح بها قانوناً، وأسندت إلي المتهم الثاني ثلاث تهم هي حيازة وإحراز مواد مخدرة بقصد الاتجار والتعاطي، وارتكاب ما يعد في حكم التهريب الجمركي بأن حاز البضاعة الممنوعة سالفة الذكر دون أن يقدم ما يثبت استيرادها بصورة قانونيةوبناء على هذا حكمت المحكمة حضورياً بالحبس خمس سنوات للمتهم الأول، وغرامة عشرة آلاف دينار، والحبس خمسة عشرة عاماً للمتهم الثاني، وغرامة أيضاً عشرة آلاف دينار وبعد،،، إن المأساة التي نعرضها عليكم بعد قراءة هذه القصة لشاب لم يتجاوز من العمر 17 عاماً، تلميذ بالصف الرابع الثانوي يدمن الهيروين من خلال الحقن في ذراعيه، ويتاجر في نفس الوقت في المخدرات، ويقوم بتوزيعها على بعض زملائه في المدرسة وفي خارج المدرسة، ولا تتمثل تلك المأساة في ذلك الحدث المنحرف الذي قضت الأسرة على مستقبله، ولكن المأساة الحقيقية في الأسرة التي نشأ فيها ذلك الحدث... أسرة متصدعة... لا مكان فيها للأمن والأمان... لا مكان فيها للاستقرار... ولا مكان فيها للأب ودوره الذي يمثل حارس البوابة للأسرة، والقدوة والمثل الأعلى للأبناء ونتساءل... كيف تعيش هذه الأسرة... ألم يطمئن الأب على ابنه سواء في البيت أو في المدرسة؟ ألم يعرف الأب أصدقاء ابنه؟ ألم يشاهد آثار حقن الهيروين على ذراع ابنه؟ ألم يجلس كل يوم مع زوجته وأبناءه لكي يتناولوا معاً طعام الإفطار؟ والغداء، والعشاء، وإذا افترضنا أن الأب مغيب عن كل ما يدور في الأسرة... فأين دور الأم؟ أين رعايتها وحنانها على أبنائها... إنها مأساة حقيقية راح ضحيتها حدث لم يتجاوز السابعة عشر... إنها مسؤولية أب متغيب، وأم لاهية ....
مجلة المجتمع وآفة المخدرات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق