الاثنين، 6 أبريل 2009

الطمــــــــــــــع

يقول الإمام ابن تيمية رحمه الله تعالى:وهكذا حال من كان متعلقًا برئاسة أو ثروة ونحو ذلك من أهواء نفسه، إن حصل له رضي وإن لم يحصل له سخط، فهذا عبد ما يهواه من ذلك، وهو رقيق له إذا لم يحصل.والعبودية في الحقيقة هي رقُّ القلب وعبوديته"أهـ.ولأجل هذا المعنى كان يقال: الطمع فقرٌ، واليأس غنى، وإن أحدكم إذا يئس من شيء استغنى عنه.وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من الطمع أشد التحذير فقال: "وأهل النار خمسة: ... والخائن الذي لا يخفى له طمع، وإن دق إلا خانه..." الحديث.وكان صلى الله عليه وسلم يستعيذ بالله "من نفس لا تشبع".
الطمع يمحق البركةوالطمع يمحق البركة ويشعر النفس بحالة الفقر الدائم، فعن حكيم بن حزام رضي الله عنه قال: "سألت رسول الله فأعطاني، ثم سألته فأعطاني، ثم سألته فأعطاني، ثم قال: "يا حكيم إن هذا المال خضرة حلوة، فمن أخذه بسخاوة نفس بورك له فيه، ومن أخذه بإشراف نفس لم يُبارك له فيه، كالذي يأكل ولا يشبع.." الحديث.
وكان السلف يرون أن الطمع يُذهب بركة العلم، فقد اجتمع كعب وعبد الله بن سلام، فقال كعب: يا بن سلام: مَن أرباب العلم؟ قال: الذين يعملون به. قال: فما أذهب العلمَ عن قلوب العلماء بعد أن علموه؟ قال: الطمع، وشَرَه النفس، وطلب الحوائج إلى الناس.ورحم الله القائل:ولم أقض حق العلم إن كان كلما .. ... ..بدا طــمعُ، صيَّرته لي ســـلمًاوما كل بــرق لاح لي يسـتفـزني.. ... ..ولا كل من لاقيت أرضاه منعمًاإذا قيل هــذا منهـل قلت قد أرى.. ... ..ولكـن نفس الحر تحتمل الظماأنهنهها عـن بعض مـا لا يشـينها.. ... ..مخــافة أقوال العــدا فيم أو لـمَولم أبتذل في خدمة العلم مهجتي .. ... .. لأخْدِمَ مَن لاقيتُ ولكن لأُخَدماأأشقى به غــرسًا وأجنيــه ذِلة؟ .. ... ..إذا فاتباع الجهل قد كان أحزماولو أن أهـــل صـانــوه صـــانهـم.. ... .. ولو عظموه في النفوس لعظِّماولكـــن أهانــوه فهــان ودنســوا.. ... .. محيـاه بالأطمــاع حتى تجهما
ومن كان ذا طمع مسيطر على قلبه فإن الذل قرينه؛ لأنه يبذل عرضه في سبيل تحقيق ما هو ته نفسه وطمع فيه قلبه؛ وفي هذا المعنى يقول أبو العتاهية رحمه الله:تعالى الله يا سَلْمُ بنَ عمرو.. ... ..أذلَّ الحرص أعناق الرجالوقال بعضهم:الحرص يُنقص قدر الإنسان، ولا يزيد في رزقه.وقالوا: العبيد ثلاثةٌ: عبد رِقّ، وعبد شهوة، وعبد طمع.
ولو لم يكن في الطمع إلا تضيع العمر الشريف الذي يمكن أن يشتري به صاحبه الدرجات العلى والنعيم المقيم، في طلب رزق قد تكفل الله به لكفى بذلك زجرًا، فكيف وفي الطمع التعب الدائم وتحقير النفس وإذلالها، ونقص الثقة بالله عز وجل مع شعور صاحبه بفقر دائم:

من طرائف العرب .....من هو رمز الطمع عند العرب ؟


ورد في الأثر أن أشعب وهو رمز الطمع عند العرب.. دخل على أمير المؤمنين أبو جعفر المنصور فوجد أمير المؤمنين يأكل من طبق من اللوز والفستق.. فألقى أبو جعفر المنصور إلى أشعب بواحدة من اللوز..- فقال أشعب: يا أمير المؤمنين ثاني اثنين إذهما في الغار فألقى إليه أبو جعفر اللوزة الثانية..- فقال أشعب: فعززناهما بثالث فألقى إليه ألثالثه..- فقال أشعب: خذ أربعة من الطير فصرهن إليك فألقى إليه الرابعة..- فقال أشعب: ويقولون خمسه سادسهم كلبهم فألقى إليه الخامسة والسادسة..- فقال أشعب: ويقولون سبعه وثامنهم كلبهم فألقى إليه السابعة والثامنة..- فقال أشعب: وكان في المدينة تسعة رهط فألقى إليه التاسعة..- فقال أشعب: فصيام ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا رجعتم تلك عشرة كاملة فألقى إليه العاشرة..- فقال أشعب: إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ فألقى إليه الحادية عشر..- فقال أشعب: والله يا أمير المؤمنين إن لم تعطني الطبق كله لأقولن لك وأرسلناه إلى مائه ألف أو يزيدون .. فأعطاه الطبق كله!.هذا هو أشعب وبرغم طمعه وجشعه إلا أنه كان يحفظ القران عن ظهر قلب.اللهم ارزقنا حفظ القرآن واجعله ربيع قلوبنا .. آمين يا رب العالمين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق